السلام عليكم:
يتداول الناس اليوم في مجالسهم ومنتدياتهم عن مسلسل " عدنان و لينا " ، وقال البعض : بأنه تصوير للدجال ، واليهود ، وفلسطين ، فهل هذا التصوير صحيح ؟ .
الحمد لله
أولاً :
لا ننكر وجود إشارات دينية في كثير من برامج الأطفال ، ومسلسلاتهم ، كما هو الحال في أفلام ومسلات الكبار ، وتظهر آثار البوذية على الأفلام الكرتونية اليابانية أكثر من غيرها ، كما تظهر آثار النصرانية واليهودية على الأفلام الكرتونية الأمريكية ، وخاصة ما تنتجه شركة " والت دزني " المشهورة ، وليس بالضرورة أن يكون هذا في كل ما يُنتج ؛ لأن أولئك القوم ليس أكثرهم متديناً أصلاً ، والربح التجاري هو هدفهم ، وهم إن حملوا رسالة دينية فلن يستطيعوا تسويق ذلك في العالَم .
وقد قرأنا ما كتبه بعض الناس من كون ذلك المسلسل الكرتوني يحمل رسالة دينية يهودية ، وفيه الإشارة إلى العرب والمسلمين ، وفلسطين ، والمسيح الدجال .
والذي تبيَّن لنا أنه لا علاقة لذلك المسلسل الكرتوني بشيء مما سبق ، وأنه إن كان يحمل بعض الدلالات : فمن بعيد جدّاً ، وليس فيه شيء مباشر ، أو قريب .
ومما يدل على ذلك أمور :
1. أن أصل هذا المسلسل الكرتوني هو رواية بعنوان " المد المذهل " أو " الفيضان المدهش " "The Incredible Tide " ، وهي من تأليف " ألكسندر كي " ، وكان عمره حين ألفها 19 عاماً ! فأنَّى لمثل هذا أن يقدم رسالة دينية من خلال روايته ، ولم يظهر لنا أنه يهودي الديانة .
2. يبدو أن مؤلف الرواية واسع الخيال ، فتأليفه للرواية كان سنة 1923 م ، وكان يعتقد بوجود من يمتلك قوة خارقة ، ومن يستطيع التواصل مع غيره عن بعد ، ويؤمن بمقدرة بعض البشر من مخاطبة الحيوانات ، وهي إن لم تكن معتقدات وقناعات عنده : فإنها تكون من نسج خياله ، وهو يدل على أن الكاتب واسع الخيال ، حتى إنه كتب عن وجود أسلحة تدميرية في آخر الزمان ، وعن اختراع طائرات تطير في السماء ، وتقف على ماء البحار ! .
3. إخراج هذه الرواية على شكل مسلسل كرتوني كان من فعل " اليابانيين " ، وتحديداً : المخرج لهذا المسلسل واسمه " ميازاكي " ، وهؤلاء في غالبهم لا يعتقدون إلا بالبوذية لهم ديناً ، فمن أين سيقدم مثل هذا رسالة تدعم دين اليهود ، واعتقادهم فيما سيحدث آخر الزمان ؟! .
4. المسلسل الكرتوني يخاطب الصغار ، ومثل هذه الاعتقادات يصعب مخاطبتهم بها ، فهي لا تعدو أن تكون معارك تقوم بين الخير والشر ، والحق والباطل ، ولا يرى الناس – صغاراً وكباراً – على مدى التاريخ المعاصر من يحمل رسالة الشر مثل اليهود ! .
5. هذه النسخة من المسلسل ليست موجهة للعرب والمسلمين ، بل قد فتن بها العالم أجمع ، ودبلجت إلى عدة لغات عالمية ، وهي لا تخرج عن التخيلات المستقبلية لحال الأرض بعدما عانت الدول الأوربية حروباً عالمية – ويبدو أن الرواية كانت بعد الحرب العالمية الأولى ، وكان الإنتاج الكرتوني لها بعد الحرب العالمية الثانية - .
وفي أول كل حلقة نسمع عبارة : " اندلعت الحرب العالمية الثالثة عام 2008 !! ، استَخدمت فيها الشعوب المتحاربة أسلحة مغناطيسية ، تفوق في خطورتها الأسلحة التقليدية ، ونتيجة لذلك : حل الدمار في البر والبحر ، فانقلبت محاور الكرة الأرضية ، وباتت الكرة الأرضية تعيش كارثة مؤلمة " .
وهو خيال حربي ، لعله من آثار ما عاشته تلك الدول من الحروب العالمية ، والتي مات فيها عشرات الملايين منهم ، كما أن التشويق فيها للأطفال – بل والكبار - أكثر من غيرها .
6. التركيز في المسلسل الكرتوني ليس على من يُزعم أنه " الدجال " ، بل على " الفتى " المسمى في النسخة العربية " عدنان " - وإنما هو في النسخة الأصلية والإنجليزية " كونان " ، ولذلك جاءت تسمية المسلسل في النسخة الإنجليزية " كونان فتى المستقبل " – "future boy conan " – واسم بطلي القصة فيها : " كونان ولانا " ! وإنما جاءت تسميتها في النسخة العربية " عدنان ولينا " لقرب الاسمين من الاسمين الأصليين - وأصل تسمية المسلسل بنسخته العربية : " مغامرات عدنان " ، وهو يؤكد ما قلناه في هذه النقطة من أنه هو الأصل فيها ، لا من يُزعم أنه " الدجال "
.
7. أن من يُزعم أنه " الدجال " – وهو جد " لينا " في المسلسل - وهو ملك اليهود – واسمه عندهم المسيح بن داود – يموت في آخر حلقات المسلسل ، بل ويُرمى في البحر ! وهو يخالف ما في اعتقاد اليهود من تعظيمه ، وخلوده .
8. في " المسلسل " يصيد " عبسي " الخنازير ، ويأكلها ، والخنزير محرَّم عند اليهود ! فكيف يكون هذا المسلسل يهوديّاً ؟! .
9. الصفات التي قيلت إنها تمثلها الشخصيات في المسلسل لا تتطابق مع الواقع ، فهم يقولون : إن " عدنان " يرمز إلى اليهود ! ، ومن المعلوم أن اليهود شعب جبان ، مبغوض من العالَمين ، بينما شخصية " عدنان " قوية ، ومحببة لمن يراها .
وما قيل بأن " علاَّم " والمرأة معه يمثلان العرب ! : فهو بعيد عن الواقع ، وهو أقرب إلى أنهما يمثلان اليهود ، والصليبيين الحاقدين من الأمريكان ، والصرب ، ومن الشيوعيين ، والهندوس ، وغيرهم ، ممن عاثوا في الأرض فساداً ، واستعبدوا الشعوب ، وظلموهم ، وقهروهم .
ثانياً:
وما سبق لا يعني تبرئة المسلسل من النقد الشرعي ، بل فيه بيان بُعد ما قيل من أنه يحمل إشارات ورموزاً لمعتقدات دينية .
وأما هو من حيث هو : ففيه مخالفات شرعية كثيرة ، منها :
1. ما يحمله من اعتقادات فاسدة ، كمخاطبة الطيور ، وإنزال المطر بأمر البشر ، وغير ذلك مما لا يخفى على موحِّد .
2. الموسيقى في جميع حلقاته ، وأجزائها .
3. العلاقة المحرمة بين بطلي القصة ! والحركات المثيرة بين البطلين ! من العناق المستمر ، وما تلبسه " لينا " من ملابس قصيرة يظهر منه ما تحته ! : كل ذلك يربي في المشاهد والمشاهدة من الأطفال أخلاقاً سيئة ، وسلوكاً مشيناً .
4. الشخصية المسمَّاة " عَبسي " يلبس لباساً عارياً ، ويلعب بصغار الخنازير ! ويصيد كبيرها ، ويشويها ، ويأكلها !
وهي أفعال – ولا شك – محرَّمة في ديننا
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
يتداول الناس اليوم في مجالسهم ومنتدياتهم عن مسلسل " عدنان و لينا " ، وقال البعض : بأنه تصوير للدجال ، واليهود ، وفلسطين ، فهل هذا التصوير صحيح ؟ .
الحمد لله
أولاً :
لا ننكر وجود إشارات دينية في كثير من برامج الأطفال ، ومسلسلاتهم ، كما هو الحال في أفلام ومسلات الكبار ، وتظهر آثار البوذية على الأفلام الكرتونية اليابانية أكثر من غيرها ، كما تظهر آثار النصرانية واليهودية على الأفلام الكرتونية الأمريكية ، وخاصة ما تنتجه شركة " والت دزني " المشهورة ، وليس بالضرورة أن يكون هذا في كل ما يُنتج ؛ لأن أولئك القوم ليس أكثرهم متديناً أصلاً ، والربح التجاري هو هدفهم ، وهم إن حملوا رسالة دينية فلن يستطيعوا تسويق ذلك في العالَم .
وقد قرأنا ما كتبه بعض الناس من كون ذلك المسلسل الكرتوني يحمل رسالة دينية يهودية ، وفيه الإشارة إلى العرب والمسلمين ، وفلسطين ، والمسيح الدجال .
والذي تبيَّن لنا أنه لا علاقة لذلك المسلسل الكرتوني بشيء مما سبق ، وأنه إن كان يحمل بعض الدلالات : فمن بعيد جدّاً ، وليس فيه شيء مباشر ، أو قريب .
ومما يدل على ذلك أمور :
1. أن أصل هذا المسلسل الكرتوني هو رواية بعنوان " المد المذهل " أو " الفيضان المدهش " "The Incredible Tide " ، وهي من تأليف " ألكسندر كي " ، وكان عمره حين ألفها 19 عاماً ! فأنَّى لمثل هذا أن يقدم رسالة دينية من خلال روايته ، ولم يظهر لنا أنه يهودي الديانة .
2. يبدو أن مؤلف الرواية واسع الخيال ، فتأليفه للرواية كان سنة 1923 م ، وكان يعتقد بوجود من يمتلك قوة خارقة ، ومن يستطيع التواصل مع غيره عن بعد ، ويؤمن بمقدرة بعض البشر من مخاطبة الحيوانات ، وهي إن لم تكن معتقدات وقناعات عنده : فإنها تكون من نسج خياله ، وهو يدل على أن الكاتب واسع الخيال ، حتى إنه كتب عن وجود أسلحة تدميرية في آخر الزمان ، وعن اختراع طائرات تطير في السماء ، وتقف على ماء البحار ! .
3. إخراج هذه الرواية على شكل مسلسل كرتوني كان من فعل " اليابانيين " ، وتحديداً : المخرج لهذا المسلسل واسمه " ميازاكي " ، وهؤلاء في غالبهم لا يعتقدون إلا بالبوذية لهم ديناً ، فمن أين سيقدم مثل هذا رسالة تدعم دين اليهود ، واعتقادهم فيما سيحدث آخر الزمان ؟! .
4. المسلسل الكرتوني يخاطب الصغار ، ومثل هذه الاعتقادات يصعب مخاطبتهم بها ، فهي لا تعدو أن تكون معارك تقوم بين الخير والشر ، والحق والباطل ، ولا يرى الناس – صغاراً وكباراً – على مدى التاريخ المعاصر من يحمل رسالة الشر مثل اليهود ! .
5. هذه النسخة من المسلسل ليست موجهة للعرب والمسلمين ، بل قد فتن بها العالم أجمع ، ودبلجت إلى عدة لغات عالمية ، وهي لا تخرج عن التخيلات المستقبلية لحال الأرض بعدما عانت الدول الأوربية حروباً عالمية – ويبدو أن الرواية كانت بعد الحرب العالمية الأولى ، وكان الإنتاج الكرتوني لها بعد الحرب العالمية الثانية - .
وفي أول كل حلقة نسمع عبارة : " اندلعت الحرب العالمية الثالثة عام 2008 !! ، استَخدمت فيها الشعوب المتحاربة أسلحة مغناطيسية ، تفوق في خطورتها الأسلحة التقليدية ، ونتيجة لذلك : حل الدمار في البر والبحر ، فانقلبت محاور الكرة الأرضية ، وباتت الكرة الأرضية تعيش كارثة مؤلمة " .
وهو خيال حربي ، لعله من آثار ما عاشته تلك الدول من الحروب العالمية ، والتي مات فيها عشرات الملايين منهم ، كما أن التشويق فيها للأطفال – بل والكبار - أكثر من غيرها .
6. التركيز في المسلسل الكرتوني ليس على من يُزعم أنه " الدجال " ، بل على " الفتى " المسمى في النسخة العربية " عدنان " - وإنما هو في النسخة الأصلية والإنجليزية " كونان " ، ولذلك جاءت تسمية المسلسل في النسخة الإنجليزية " كونان فتى المستقبل " – "future boy conan " – واسم بطلي القصة فيها : " كونان ولانا " ! وإنما جاءت تسميتها في النسخة العربية " عدنان ولينا " لقرب الاسمين من الاسمين الأصليين - وأصل تسمية المسلسل بنسخته العربية : " مغامرات عدنان " ، وهو يؤكد ما قلناه في هذه النقطة من أنه هو الأصل فيها ، لا من يُزعم أنه " الدجال "
.
7. أن من يُزعم أنه " الدجال " – وهو جد " لينا " في المسلسل - وهو ملك اليهود – واسمه عندهم المسيح بن داود – يموت في آخر حلقات المسلسل ، بل ويُرمى في البحر ! وهو يخالف ما في اعتقاد اليهود من تعظيمه ، وخلوده .
8. في " المسلسل " يصيد " عبسي " الخنازير ، ويأكلها ، والخنزير محرَّم عند اليهود ! فكيف يكون هذا المسلسل يهوديّاً ؟! .
9. الصفات التي قيلت إنها تمثلها الشخصيات في المسلسل لا تتطابق مع الواقع ، فهم يقولون : إن " عدنان " يرمز إلى اليهود ! ، ومن المعلوم أن اليهود شعب جبان ، مبغوض من العالَمين ، بينما شخصية " عدنان " قوية ، ومحببة لمن يراها .
وما قيل بأن " علاَّم " والمرأة معه يمثلان العرب ! : فهو بعيد عن الواقع ، وهو أقرب إلى أنهما يمثلان اليهود ، والصليبيين الحاقدين من الأمريكان ، والصرب ، ومن الشيوعيين ، والهندوس ، وغيرهم ، ممن عاثوا في الأرض فساداً ، واستعبدوا الشعوب ، وظلموهم ، وقهروهم .
ثانياً:
وما سبق لا يعني تبرئة المسلسل من النقد الشرعي ، بل فيه بيان بُعد ما قيل من أنه يحمل إشارات ورموزاً لمعتقدات دينية .
وأما هو من حيث هو : ففيه مخالفات شرعية كثيرة ، منها :
1. ما يحمله من اعتقادات فاسدة ، كمخاطبة الطيور ، وإنزال المطر بأمر البشر ، وغير ذلك مما لا يخفى على موحِّد .
2. الموسيقى في جميع حلقاته ، وأجزائها .
3. العلاقة المحرمة بين بطلي القصة ! والحركات المثيرة بين البطلين ! من العناق المستمر ، وما تلبسه " لينا " من ملابس قصيرة يظهر منه ما تحته ! : كل ذلك يربي في المشاهد والمشاهدة من الأطفال أخلاقاً سيئة ، وسلوكاً مشيناً .
4. الشخصية المسمَّاة " عَبسي " يلبس لباساً عارياً ، ويلعب بصغار الخنازير ! ويصيد كبيرها ، ويشويها ، ويأكلها !
وهي أفعال – ولا شك – محرَّمة في ديننا
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب